دعم الأطفال الناجين نحو التعافي
إعصار دانيال بليبيا
- متوفر بـ:
- English
- العربية
في قلب مدينة درنة، ليبيا، تأثرت حياة السكان بشكل كبير بعد 9 سبتمبر، عندما تسببت العاصفة دانيال، التي ترقى إلى حد كونها إعصارًا، في فيضانات لم يسبق لها مثيل، إذ حولت الكارثة منظر المدينة وأودت بحياة الآلاف وخلّفت علامة ستظل جزءاً من ذاكرة المجتمع، حيث كانت فئة الأطفال هي الفئة الأكثر تضررًا جراء هذه الكارثة إذ انقلبت حياتهم رأسًا على عقب في غضون سويعات.
كانت درنة مكانًا للفرح والمتعة بالنسبة للأطفال مثل نورية وبسنت، اللاتان يبلغان من العمر 10 سنوات، إذ كُنَّ يذهبن إلى المدرسة ويلعبن مع الأصدقاء ويعشن حياةً مليئة بملذات الطفولة البسيطة، ولكن هذا كله قبل العاصفة، حيث رسمت تداعيات العاصفة دانيال صورة مختلفة تمامًا عن معالم المدينة التي لطالما أعتدن عليها.
بعد أن فقدت والدها بسبب الفيضان وتشردت من منزلها، وجدت نورية نفسها تصارع آلام الحزن والفقد مُعبرًة عن ذلك قائلة: " لا زلت أذكر شعور الخوف والصدمة في تلك الليلة"، مضيفَة " لقد أخذت العاصفة والدي ومنزلنا وشعور الأمان الذي أحسسته ذات مرّة".
" لقد أخذت العاصفة والدي ومنزلنا وشعور الأمان الذي أحسسته ذات مرّة".
على الرغم من أن بسنت كانت محظوظة لأن عائلتها بخير، إلا أنها تأثرت بشدة بسبب وفاة والد صديقتها والدمار المحيط بها، حيث قالت:
" كل شيء قد تغير، المدينة التي أعرفها والأشخاص الذين لطالما أحببتهم "، وأضافت أيضًا: "لقد رأيت مدى سهولة فقدان الأشياء من حولنا".
استجابة لهذه الكارثة، أطلقت اليونيسيف، بالشراكة مع مفوضية درنة للكشافة والمرشدات وبتمويل من اليابان والمملكة المتحدة وسويسرا مبادرة شاملة لتقديم الدعم النفسي والدعم النفسي الاجتماعي، وذلك لمساعدة الأطفال مثل نورية وبسنت، كما أنشأت اليونيسيف 16 فريقًا متنقلا لتقديم خدمات الصحة النفسية والخدمات النفسية الاجتماعية مع إيلاء الأولوية للأطفال النازحين و الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم والأطفال المتضررين من الفيضانات بشكل مباشر؛ ركز هذا بشكل أساسي على دعم الصحة النفسية والاجتماعية من المستوى الأول والثاني، مما أسفر عن الوصول إلى 71,830 طفل (11,610 طفل بشكل مباشر من خلال 16 فريقًا متنقلاً في أماكن صديقة للطفل والمدارس والبيئات المجتمعية، و60,220 طفلاً من خلال توزيع حقائب ترفيهية مجموعات أدوات التنمية المبكرة في المدارس ومؤسسات التضامن الاجتماعي والأماكن الآمنة في المناطق المتأثرة).
أكد إسلام السنوسي، قائد فريق الكشافة والمرشدات، قائلًا:
" تكمن مهمتنا الآن في الوصول إلى الأطفال المتضررين من الأزمة ومساعدتهم على استعادة حياتهم والتغلب على الصدمة".
تشعر نورية الآن بتحسن كبير مُعبرَة عن حماسها لمستقبل مشرق، حيث قالت: "أتطلع إلى مستقبلي حيث سأصبح معلمة، إذ اعتاد والدي أن يناديني ‘يا معلمتي'!"
قالت السيدة هيام الفرجاني، والدة نورية أبو خشيم: "كنت قلقة للغاية على صحة نورية النفسية، ولكن مع إعادة فتح المدارس وجهود اليونيسيف لتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، بدأ الشعور بالطمأنينة يتسلل إلى قلبي تدريجياً، إذ كان لذلك دور كبير في تخفيف الضغوط اليومية التي تواجهها نورية."
واصلت اليونيسيف تقديم خدمات حماية الطفل النوعية خلال عام 2023، إذ استفاد قرابة 4,932 طفلًا من خدمات الإحالة، وجرى إدارة الحالات الفردية لـ 1,360 طفل إلى جانب الدعم المُقدم لقرابة 154 من الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم من خلال تقييمات المصالح الفضلى الخاصة باليونيسف والإحالة إلى الخدمات.
يركز البرنامج على توفير مساحات آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم والمشاركة في الأنشطة التعليمية والترفيهية، إلى جانب تلقي المشورة من المتخصصين المدربين، كما تتطلع اليونيسيف من خلال تعزيز القدرة على الصمود وتوفير الدعم المستمر؛ إلى ضمان قدرة الأطفال على التغلب على أحزانهم وإعادة بناء ثقتهم والتكيف مع واقع حياتهم الجديد.