توفير المياه الصالحة للشرب لـ 7,500 طفل في البيضاء ليبيا
كيف ساعدت تدخلات اليونيسف في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية عائلة محمد في الحصول على المياه الصالحة للشرب.
- متوفر بـ:
- English
- العربية
عانت الأسر في مدينة البيضاء في ليبيا، بما في ذلك عائلة محمد عبد الله، من النقص الشديد في المياه على أثر عاصفة دانيال، مما اضطر محمد، وهو أب لخمسة أطفال، إلى السفر مسافة 20 كيلومتراً يومياً لشراء المياه، حيث كانت تفتقر قريتهم "عجلان" التي تقع على بعد 30 كيلومتراً من المدينة إلى الآبار الصالحة للاستخدام، الأمر الذي حدّ من إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
كان الوضع مترديًا، ولم تتمكن عائلة محمد كحال الكثيرين من سكان المنطقة من الحصول على المياه لعدة أيام، حيث اعتمدوا جميعًا على المياه المعبأة باهظة الثمن التي يتم شراؤها من المتاجر، وأوضح محمد قائلاً:
"كانت عملية الوصول إلى المياه مكلفة جدًا، حيث كان يستغرق توصيل المياه إلى منزلي قرابة أربعة أيام حتى مع وجود حجز"
تحمّل محمد بصفته رب الأسرة مسؤولية إعالة أسرته وإيجاد حل لأزمة المياه المستمرة هذه، وأكد أنّه لم تكن لديه أية حلول أخرى في ذلك الوقت سوى شراء واستخدام المياه المعبأة له ولأطفاله الخمسة.
شرعت اليونيسف بالشراكة مع الشركة العامة للمياه والصرف الصحي وبدعم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، بإعادة تأهيل 14 بئر مياه في المنطقة الشرقية حيث أسهمت هذه المبادرة في استعادة القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة لأكثر من 90 ألف شخص في كل من البيضاء ودرنة وشحات وقندولة، مما أدى إلى تحسن كبير في وضع محمد وعائلته.
أُعيد تأهيل ستة آبار في مدينة البيضاء وحدها، وهي البرلمان والوسيطة والمباني الصينية والمجلس البلدي التابع للبيضاء والجريد وعجلان، حيث تمنح هذه الآبار إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لنحو 25,000 شخص، من بينهم 7,500 طفل. بثّ هذا التدخل شعورًا كبيرًا بالراحة لدى أفراد المجتمع المحلي؛ حيث باتت خزانات المنازل تمتلئ بسرعة، وبالتالي الاستغناء عن شراء المياه المعبأة. لم يقتصر الانتفاع من هذه الآبار على الأشخاص فحسب؛ فقد عاد بالنفع على الثروة الحيوانية أيضاً؛ حيث تم تزويدها بإمدادات ثابتة للمياه. لم يكتف هذا المشروع بضمان استدامة مياه الشرب فقط، بل مهدّ الطريق لتحسين ممارسات الصحة والنظافة أيضًا.
بدى التغيير واضح وملموسًا بالنسبة لمحمد وعائلته، ويعود الفضل إلى إمدادات المياه الثابتة التي يتم توصيلها بشكل مباشر إلى منزلهم عبر الأنابيب؛ مما سهل من ممارسة الأعمال اليومية وأسهم في تعزيز مستوى رفاه الأسرة بشكل عام. أعرب محمد عن ارتياحه قائلًا:
"لدينا ما يكفي من المياه لتلبية كافة احتياجاتنا الآن، دون عناء الوصول إليها وجلبها".
تمكنت استجابة اليونيسف السريعة في البيضاء من تقديم أكثر من 1.35 مليون لتر من المياه إلى 11.000 شخص، إلى جانب توفير ما يقارب 8 لترات من المياه للشخص الواحد يوميًا وتحسين مرافق الصرف الصحي بما يخدم 2.555 طالب وطالبة، كما عملت على تعزيز إدارة مياه الصرف الصحي التابعة للبلدية، فضلًا عن حملات النظافة وتوزيع المُطهرات التي استهدفت الوقاية من الأمراض، وأخيرًا استعراض نهج شامل للتعافي بعد العاصفة.
يُعتبر تدخل اليونيسف في البيضاء خير دليل على الأثر التحويلي للتعاون الدولي وقدرة المجتمع على الصمود، بما يضمن تحقيق أحد حقوق الإنسان الأساسية – المتمثل بالحق في الحصول على المياه الصالحة للشرب.