فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز
نتوخى تنشئة جيل خالٍ من مرض الإيدز حيث ينعم جميع الأطفال وأسرهم بالحماية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية
التحدي
تلتزم اليونيسف بتحقيق الغايات العالمية بإنهاء مرض الإيدز بين الأطفال والمراهقين والنساء الحوامل، وقد أسهمت في العقود الثلاثة الماضية في التقدم المذهل الذي تحقق في الاستجابة إلى فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز، بما في ذلك الارتقاء بالعلاج لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، وتقليص حالات الإصابة الجديدة بين الأطفال والمراهقين، وتوفير المزيد من البيانات والتحليل لتوجيه الاستثمارات والبرامج القائمة على الأدلة. ولكن في الوقت الذي تحقق فيه تقدم في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية، تُظهر البيانات أن وضع الأطفال أسوأ من وضع الراشدين.
في كل أسبوع من عام 2022، أصيبت 4,000 فتاة مراهقة وامرأة شابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
حدثت معظم الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الأطفال والمراهقين في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع أن التفاوتات تبقى موجودة عبر جميع المناطق وفي الأوضاع ذات الانتشار المنخفض للإصابات. ومن أجل إيقاف الوفيات غير الضرورية وكسر حلقة الإصابات الجديدة، يجب أن تتوفر للأطفال والمراهقين والنساء الحوامل إمكانية الوصول إلى خدمات الوقاية الجيدة، والفحوص، والعلاج، والرعاية، الدعم. ويتطلب إنهاء مرض الإيدز تكاملاً قوياً للرعاية الصحية الأساسية واستخدامها استخداماً جيداً، وعملاً متواصلاً عبر القطاعات ومعها، خصوصاً لمعالجة العوامل الهيكلية — كانعدام المساواة بين الجنسين، ونقص التعليم، والعنف والفقر اللذين يعرضان البشر لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وبالذات الفتيات المراهقات والنساء الشابات.
وبينما كان التقدم الذي تحقق في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية واعداً، يواصل الأطفال التأثر بهذا الوباء.
- ثمة أكثر من 2.5 مليون طفل ومراهق مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وتتحمل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى العبء العالمي الأكبر لهذا الوباء.
- يحصل 57 بالمئة فقط من الأطفال بسن 0–14 سنة من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على علاج بمضادات الفيروسات القهقرية، بالمقارنة مع نسبة 77 بالمئة بين مجمل الراشدين المصابين بهذا الفيروس.
- إذا لم يحصلوا على علاج، يموت 50 بالمئة من الأطفال الذين يولدون وهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وذلك قبل بلوغهم سن الثانية.
- رغم أن الأطفال يشكلون 4 بالمئة فقط من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، إلا أن 13 بالمئة من الوفيات المرتبطة بالإيدز تحدث بين الأطفال.
- تشكل البنات والشابات ضحايا 75 بالمئة من الإصابات التي وقعت بين المراهقين والشباب في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
- تمثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية سبباً رئيسياً من أسباب الوفيات بين المراهقين والشباب في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، رغم أنه تتوفر لنا المعارف والأدوات لإنقاذ حياتهم.
استجابة اليونيسف
اليونيسف ملتزمة بإنهاء مرض الإيدز بحلول عام 2030، وذلك تماشياً مع الأهداف العالمية. وتعمل أفرقتنا في المكاتب القطرية الإقليمية وعلى الصعيد العالمي لضمان أن تكون التدخلات الأكثر فاعلية وإنصافاً واستدامة والمعنية بفيروس نقص المناعة البشرية قائمة على حقوق الإنسان. ونحن نعمل في أكثر من 190 بلداً وإقليماً مع طائفة من الشركاء على جميع المستويات، من المنظمات الشعبية إلى الحكومات إلى الشركاء العالميين في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية.
يعمل منع الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية وتحسين إمكانية الوصول إلى الفحوصات والعلاج على إنقاذ الأرواح، وتشكل هذه الجوانب أركان استجابة اليونيسف لفيروس نقص المناعة البشرية. ويتطلب تحقيق إنجازات مستدامة في هذا العمل زيادة الالتزام، وسن سياسات أفضل، وتوفير المزيد من التمويل على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.
برنامج فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) التابع لليونيسف
تركز الأهداف الأساسية لليونيسف في استجابتها لفيروس نقص المناعة البشرية على الوصول إلى الفئات الأشد ضعفاً، وتتضمن:
- القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل، والقضاء الثلاثي على كل من فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الزهري والتهاب الكبد.
تعمل اليونيسف من أجل ضمان نهج منسق نحو هدف تحقيق وإدامة القضاء الثلاثي على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين البرامج الصحية المعنية بصحة المواليد والأمهات، والتهاب الكبد، والالتهابات المنقولة جنسياً، والتحصين. وتعمل اليونيسف على ضمان أن يكون كل مولود جديد غير مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد من النوع ب، والزهري، وأن تتمكن الأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية من الحصول على الخدمات للمحافظة على حياتهن ومنع انتقال الفيروس إلى أطفالهن.
- سد فجوة العلاج من خلال بدء العلاج في الوقت الملائم للأطفال والمراهقين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وضمان مواصلة علاجهم.
فمن دون العلاج، يتوفى نصف الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قبل أن يصلوا سن الثانية. ويُعتبر الفحص المبكر للأطفال الصغار وربطهم بالعلاج أولوية للأطفال المعرضين للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. مع ذلك، قد تستغرق بعض الفحوصات المخبرية عدة أسابيع لتتلقى الأم نتيجة فحص طفلها. وتعمل اليونيسف على توسيع الابتكارات، بما في ذلك التشخيص في نقطة تقديم الرعاية لإتاحة فحص الأطفال الصغار والشروع في علاجهم في اليوم نفسه، وإزالة فترة الانتظار الطويل لظهور نتائج الفحوصات، وتجنب الزيارات المتكررة للعيادات من قبل الأمهات، وتحسين صحة الطفل.
- منع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين المراهقات والشابات وتحسين الحق بالصحة الجنسية والإنجابية.
تعمل اليونيسف على تعزيز مزيج من التدخلات البيولوجية الطبية والسلوكية والهيكلية للحد من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية بين المراهقات والأولاد، بما في ذلك العلاج الوقائي قبل التعرض للإصابة، والفحوصات الذاتية للكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وخدمات الحماية المراعية لفيروس المناعة البشرية، والتواصل عبر الهواتف الخلوية لتحسين إمكانية الحصول على العلاج والرعاية. تعمل اليونيسف لاستدامة جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والاستفادة هذه الجهود من خلال إقامة منصات خدمات أوسع للحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والصحة الإنجابية مع التركيز على تعزيز الأنظمة الصحية من خلال استخدام الأدلة لتوجيه السياسات والبرامج؛ والتأثير على سياسات الحكومات وخططها واستراتيجياتها؛ وتحسين تقديم الخدمات؛ وتعزيز الدعم الاجتماعي؛ وإقامة روابط وبرامج متعددة القطاعات.
- إن الحد من الوصم والتمييز ضد المراهقين والمراهقات والفئات السكانية الرئيسية هو جزء حيوي من عملنا مع الأطفال والمراهقين.
تعمل اليونيسف على تقليص الوصم والتمييز ضد المراهقين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وبين الفئات السكانية الرئيسية، لا سيما الفئات الأكثر عرضة للتهميش في الأوضاع ذات معدل الانتشار المنخفض.
استجابة شاملة للجميع لفيروس نقص المناعة البشرية
ظلت اليونيسف تسعى باستمرار إلى وضع الأطفال في صميم الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية. ومنذ عام 2000، شهد عدد الإصابات الجديدة بين الأطفال تناقصاً كبيراً، وتمثل الفترة الحالية لحظة لتجديد الجهود الدولية للوصول إلى الفئة التي لم يتم الوصول إليها وإنهاء الإيدز بين الأطفال بحلول عام 2030.
وللتأكد من تحقيق ذلك، تستخدم اليونيسف عدداً من الاستراتيجيات والنُهج الرئيسية:
- توليد بيانات وأدلة واستخدامها لتحقيق توجيه أفضل للجهود.
- جمع الشركاء، من قبيل التحالف العالمي للقضاء على الإيدز بين الأطفال والمراهقين، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، لبناء تعاون استراتيجي من أجل وضع السياسات وممارسة التأثير في هذا المجال.
- الاستفادة من الموارد العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية كي تصل الاستثمارات إلى الأطفال والمراهقين والنساء الحوامل.
- الانهماك مع القطاعات بغية إدماج الخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية في خدمات الرعاية الصحية، والمدارس، وغير ذلك من المنصات. وفي القطاع الصحي، هذا يعني تحقيق أفضل وضع لمنصات الرعاية الصحية الأساسية وعلى نطاق واسع، وذلك لجلب خدمات مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية إلى أماكن أقرب للنساء والأطفال والاستفادة من المنصات المجتمعية لتحسين الصحة والتغذية بصفة عامة، وتوفير دعم للصحة العقلية/ النفسية، والتصدي للعنف الجنساني.
- تمكين المراهقين، خصوصاً البنات المراهقات، من قيادة برامج تلبي احتياجاتهم وتدفع نحو التغيير.
- تشجيع الابتكارات لتتمكن الحكومات من الحصول على حلول مستدامة باستخدام تقنيات جديدة من أجل القضاء على الإيدز.
تُظهر الاستثمارات التي تم تخصيصها في العقود الماضية أنه من الممكن تحقيق تقدم. وتظل اليونيسف تتمتع بموقع جيد لدعم الحكومات والشركاء في التغلب على العقبات المعنّدة التي تجعل فيروس نقص المناعة البشرية تهديداً مستمراً لصحة الأطفال والمراهقين وعافيتهم.