تصريح صحفي في قصر الأمم في جنيف أول بعثة للأمم المتحدة إلى ولاية الخرطوم منذ اندلاع الحرب في السودان

فيما يلي ملخص لما قالته جيل لولر مديرة العمليات الميدانية والطوارئ في اليونيسف السودان- الذي يمكن أن يُنسب إليها النص المقتبس - في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف

18 آذار / مارس 2024
conflict, armed conflict, Khartoum, UNICEF, UNICEF staff, children, emergencies
UNICEF/UNI535962/

جنيف، 15 مارس 2024: في الأسبوع الماضي، قدت فريقا مكوناً من 12 موظفاً من اليونيسف في مهمة إلى أم درمان، الخرطوم. كانت هذه أول بعثة للأمم المتحدة تعود إلى الخرطوم، التي تتعرض لطلق نار شبه مستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

كان هدفنا هو أن نفهم قدر الإمكان الظروف التي يعيشه الأطفال بعد 11 شهراً على القتال، وأن نطلع بشكل مباشر على العمل الذي ندعمه مع الشركاء المحليين لتقديم الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة، على الأقل إلى أجزاء من أم درمان التي تمكنا من الوصول إليها.

في مستشفى النو، وهو أحد المستشفيات الوحيدة في الخرطوم التي لديها جناح فعال ومزدحم للغاية لعلاج الصدمات، التقينا بشابين تعرضا لعمليات بتر أطراف مؤخرا – تغيرت حياة الشابين إلى الأبد – وعلمنا من مدير المستشفى أن حوالي 300 شخص قد بترت أطرافهم في المستشفى في الشهر الماضي وحده.

يقول الأطباء أن الاحتياجات آخذة في الازدياد. رأينا مريضين وأحيانا ثلاثة مرضى يتقاسمون الأسرة. الإرهاق واضح على الموظفين الذين يعيش الكثير منهم عملياً في المستشفى، ومعظمهم لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر، بالإضافة إلى الإحباط بسبب نقص الإمدادات والمعدات والمساحات.

في مستشفى آخر، زرنا أطفالاً يعانون من سوء التغذية، موجودون هم ومقدمي الرعاية لهم في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء. كان المولد الاحتياطي قد تعطل قبل حوالي أسبوع، لذلك كانوا يعملون في الظلام ويحافظون على اللقاحات في سلسلة التبريد الحرجة بأكياس الثلج ومع اقترابنا من أشهر الصيف، لن تدوم أكياس الثلج هذه.

خلال زيارتنا، علمنا أن النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب في الأشهر الأولى من الحرب يلدن الآن أطفالاً – وقد تم التخلي عن بعضهم لرعاية موظفي المستشفى، الذين قاموا ببناء حضانة بالقرب من جناح الولادة.

رأينا محطة المنارة لمعالجة المياه التي تدعمها اليونيسف، وهي الوحيدة التي لا تزال تعمل من بين 13 محطة في منطقة الخرطوم، وتوفر مياه نظيفة لحوالي 300,000 شخص في أم درمان. وقد تضررت المحطة أيضاً بسبب القتال المستمر وتعمل ب 75 في المائة من طاقتها فقط، ولكنها ستتوقف عن العمل في غضون أسبوعين ما لم يتم جلب المزيد من الكلورين لمعالجة المياه لهؤلاء السكان.

وعلى الرغم من أننا كنا نسمع أصوات قصف مدفعي من بعيد، كان هناك هدوء نسبي حيث كنا، لكن كان هناك وجود مسلح مكثف في الأسواق وفي الشوارع وحتى في المستشفيات. رأينا العديد من الشباب يحملون السلاح. ليس من الواضح كم كان عمرهم، ولكن من الواضح أنهم صغار في السن، ومن الواضح أنهم ليسوا في المدارس، التي أغلقت منذ بداية الحرب.

إن الجوع منتشر على نطاق واسع، وهو الشاغل الأول الذي يعبر عنه الناس.

هناك مواد غذائية في السوق، ولكن ببساطة لا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليفها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى استمرار انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي يمنع الأسر من تلقي الأموال النقدية عبر الهاتف المحمول التي تشتد الحاجة إليها.

التقينا بأم شابة في المستشفى، وكان طفلها الصغير البالغ من العمر ثلاثة أشهر مريضاً للغاية لأنها لم تستطع تحمل تكاليف الحليب، لذلك استبدلته بحليب الماعز مما أدى إلى اصابته بالإسهال. لم تكن الوحيدة. إن أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد آخذة في الارتفاع، وموسم الجفاف لم يبدأ بعد. ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام في السودان، بما في ذلك 730,000 طفل يحتاجون إلى علاج منقذ للحياة.

إن احتياجات الأطفال في الخرطوم وحدها هائلة، ولكن هذا ينطبق أيضا في دارفور حيث كنت في الشهر الماضي في مهمة عبر الحدود عبر تشاد. إن حجم وحدّة احتياجات الأطفال في جميع أنحاء البلاد مذهلة بكل بساطة. تشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم. وبعض الأطفال الأكثر هشاشة يعيشون في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

مطالبنا واضحة:

  • نحن بحاجة إلى أن تعمل أطراف النزاع على تمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق – سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان. لقد وفرت تشاد شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية في دارفور، ويظل الوصول عبر حدودها أمراً بالغ الأهمية، إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان.
  • تقع على عاتق أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال. وعلى وجه الخصوص، يجب عليها أن تتخذ تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال؛ تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراع؛ وجميع أشكال العنف الجنسي.
  • ومن المجتمع الدولي، نحتاج إلى دعم أكبر وزيادة حجم المساعدات بشكل كبير بحلول نهاية شهر آذار حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات في الميدان، في الوقت المناسب، للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة التي نشهدها. 

وكما قالت مديرتنا التنفيذية الأسبوع الماضي – إن الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة، وما لم تكن هناك إرادة سياسية كافية واهتمام وموارد موجهة نحو الاستجابة الآن، فإننا ننظر إلى خسائر كارثية محتملة في الأرواح.

الأهم من ذلك - 24 مليون طفل في جميع أنحاء السودان يحتاجون ويستحقون السلام. إنهم بحاجة إلى وقف لإطلاق النار. إنهم بحاجة إلى حل سياسي دائم. إنهم بحاجة إلى فرصة ليكونوا أطفالا.

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

ماريخي ميركادو
اليوينسف جنيف
هاتف: +41 79 559 7172
بريد إلكتروني: mmercado@unicef.org
Mira Nasser
Communication Manager
UNICEF Sudan
هاتف: Tel: +970 598 568 428
بريد إلكتروني: minasser@unicef.org

عن اليونيسف

تعزز اليونيسف حقوق ورفاه كل طفل، وهي ملتزمة تجاه أطفال السودان. ولا نتخلى أبداً عن إيجاد حلول تقدم مساعدة فورية لإنقاذ حياة الأطفال أو تقدم دعماً دائماً حتى يكبر هؤلاء الأطفال بكرامة وصحة وتعليم.

لمزيد من المعلومات حول اليونيسف وعملها من أجل الأطفال، يرجى زيارة www.unicef.org.

تابع اليونيسف على تويتر  وفيسبوك  وإنستغرام