لقاحات كورونا تصل إلى أماكن بعيدة في مصر

في هذا اليوم في شهر فبراير 2022، استيقظت ملك البالغة من العمر 16 عامًا على صوت إعلان من ميكروفون المسجد القريب يفيد بأن "فريق التطعيم" قادم إلى قريتهم. تعيش ملك مع عائلتها في شنوان بمحافظة المنوفية في شمال مصر.

مدفوعة بالفضول، ذهبت ملك لكي تتفقد الزوار الجدد. هناك، وجدت سيارة كبيرة تحمل شعار وزارة الصحة والسكان وحشد صغير من القرويين الفضوليين. ومع اقترابها، وجدت مجموعة من السيدات اللواتي ارتدين سترات تحمل عنوان "حملة التطعيم ضد فيروس كورونا" يعلنن أن هذه السيارة هي في الحقيقة عيادة متنقلة لإعطاء لقاحات كورونا، وأنها ستبقى هنا لبعض الأيام حتى يتمكن جميع أهل القرية المؤهلين لأخذ اللقاح من القدوم لأخذ جرعتهم مجانًا.

لم تكن ملك متأكدة تمامًا من قرار أخذ اللقاح، فهي ووالدتها تسمعان الكثير من الادعاءات حول سلامة اللقاح خلال الحديث مع الجيران والأصدقاء.

تحدثت ملك مع تلك الرائدات الصحيات عندما أتين لمنزلها ضمن مجموعة من الزيارات المنزلية طرقن فيها أبواب كل بيت في القرية للحديث حول اللقاح. وبعد طرح بعض الأسئلة، أخذت ملك اللقاح.

تم تدريب تلك الرائدات الصحيات من قبل اليونيسف على التواصل بشكل مقنع مع الأهالي ومحاربة الشائعات المنتشرة بينهم وبناء ثقتهم في سلامة وفاعلية لقاحات فيروس كورونا.

تم تدريب تلك الرائدات الصحيات من قبل اليونيسف على التواصل بشكل مقنع مع الأهالي ومحاربة الشائعات المنتشرة بينهم وبناء ثقتهم في سلامة وفاعلية لقاحات فيروس كورونا.

من خلال حملة طرق الأبواب التي تقودها وزارة الصحة والسكان، تزور تلك الرائدات الصحيات منازل القرية لنشر الوعي حول اللقاح ومعالجة الشائعات والمفاهيم الخاطئة وتشجيع العائلات على تلقي اللقاح لكل أفرادها المؤهلين لذلك. وكان أكثر ما يقلق كل العائلات التي يزرنها تقريبًا هو مدى أمان اللقاح على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

كان الاستماع إلى المعلومات من سيدات من نفس المجتمع مفيدًا للغاية في إقناع أمهات القرية بالحصول على اللقاح والسماح لأولادهن بالحصول عليه أيضًا.  لحسن الحظ، كانت والدة ملك مقتنعة وسمحت لجميع أطفالها بمن فيهم ملك وشقيقها الأكبر كريم وشقيقها الأصغر خالد بالحصول على اللقاح.

حتى العام الماضي، لم يكن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا مؤهلين لتلقي اللقاح. ومع الموافقة على تطعيم فايزر للأطفال فوق 12 عامًا بموافقة الأسرة، لا تزال عائلات كثيرة مترددة في إعطاء اللقاح لأبنائها فضلًا عن أنفسهم. وفي المناطق النائية مثل هذه القرية، كان من المتوقع أن تكون معدلات تلقي اللقاح لدى الأطفال منخفضة للغاية.

حتى مايو 2022، تمكنت مصر من تطعيم 34.5 مليون شخص بالكامل، وهو عدد كبير ولكنه يحتاج إلى الزيادة.

لزيادة فرص الحصول على اللقاحات في المناطق النائية وتشجيع المزيد من المواطنين على تلقي اللقاح هم وأطفالهم، ترسل وزارة الصحة والسكان فرقًا متنقلة إلى المناطق ذات معدلات تلقي اللقاح المنخفضة برفقة رائدات مجتمعيات للقيام بزيارات منزلية.

وبفضل دعم اليونيسف، تلقت مصر أكثر من 75 مليون جرعة من اللقاحات عبر مبادرة كوفاكس، وقامت بدعم وتحسين سلسلة التبريد مما أعطى الفرصة لتوزيع اللقاحات - التي تحتاج للتخزين في درجة حرارة شديدة البرودة - في هذه المناطق النائية.

ومن خلال تمويل بقيمة 100,000 دولار، دعمت مؤسسة بينانس الخيرية شراء وإدارة سلسلة التوريد للقاح فيروس كورونا في المحافظات ذات الأولوية مثل المنوفية. وفي المنوفية، وصلت القوافل والزيارات المنزلية إلى أكثر من 300 قرية، وتم تطعيم 812,095 مواطنًا في فبراير 2022.