طبيبة شابة في مواجهة الكورونا

14 كانون الأول / ديسمبر 2021

في وحدة القطامية الصحية بمدينة القاهرة الجديدة، تجوب تلك الطبيبة الشابة النشيطة أروقة الوحدة لمساعدة القادمين لتلقي اللقاح على إنهاء إجراءاتهم بسرعة وكفاءة والإجابة عن أسئلتهم وطمأنتهم.

د. رُبى محمد هي طبيبة شابة في وزارة الصحة، ومنذ مارس 2021 وهي تعمل في إعطاء لقاحات فيروس كورونا للمترددين على وحدة القطامية الصحية بمدينة القاهرة الجديدة، وهي من أوائل الوحدات التي صارت مركزًا لتلقي اللقاح في مصر.

في المتوسط، كانت الوحدة الصحية التي تعمل بها ربى تستقبل 200 شخص في المتوسط يومًا للحصول على اللقاح. مؤخرًا، صار هذا العدد في ارتفاع لأنه - بالإضافة لزيادة اقتناع المواطنين بضرورة التطعيم - بداية من ديسمبر 2021، أصبح المواطنون الملقحون فقط هم من يسمح لهم  بدخول أي منشأة حكومية. وقبل ذلك بشهرين، أكتوبر 2021، صدر قرار من المجلس الأعلى للجامعات بجعل اللقاح إلزاميًا لدخول الطلبة للحرم الجامعي.

ولمواجهة هذا الطلب المتزايد، دعمت يونيسيف تقديم نحو 70 مليون جرعة من مختلف أنواع اللقاحات من خلال مبادرة كوفاكس. كما وفرت المنظمة الثلاجات التي ستسمح بتخزين ونقل اللقاحات في درجة حرارة مناسبة لحفظها

تلقت رُبى جرعتها من لقاح فيروس كورونا في نفس الوحدة التي تعمل بها، وكانت تجربتها مع اللقاح إيجابية ومشجعة من ناحية الأعراض الجانبية كما هي تجارب العديد ممن تلقوه. تقول: "كل الإشاعات اللي سمعتها عن الأعراض الجانبية لحد دلوقتي ما شفتش أي حاجة منها على أرض الواقع."

تشجع رُبى الجميع -خاصة الطاقم الطبي- على تلقي اللقاح، خاصة مع الموجة الرابعة للوباء التي تجتاح العالم. وترى أن الطبيب يجب أن يكون مثالًا يحتذى بهفي تلقي اللقاح  أمام غير الأطباء في المجتمع: "أول حاجة الناس بتسألهالي لما بتيجي تطعم انتي اتطعمتي ولا لأ، ولما بيلاقوني اتطعمت ده بيشجعهم أكتر".

ورغم مرور مئات حالات تلقي اللقاح عليها يوميًا، إلا أن الحالة التي لن تنساها هي: "واحدة كانت جاية تاخد اللقاح وهي لابسة أسود، علشان باباها ومامتها اتوفوا بسبب الكورونا قبل ما يجيلها رسالة التأكيد بأسبوع."

في اليوم الواحد، تقابل رُبى العديد من الجنسيات الآتية لتلقي اللقاح وليس فقط المصريين، وتساعدها لغتها الإنجليزية القوية على التواصل مع الأجانب وتقديم الخدمة والمشورة الطبية لهم دون تفرقة عن المصريين.

يوافقها في الرأي د.هاني، زميلها الطبيب الذي سبقها بالبدء في العمل في الوحدة منذ بداية استقباله للمواطنين لتلقي اللقاح. يرى هاني أن هناك زيادة ملحوظة مؤخرًا في الإقبال على تلقي اللقاحات من فئات مختلفة من المواطنين، لكن أكثر ما يضايقه هو اعتراض البعض على تلقي لقاحات بعينها بسبب ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأنها. يقول: "على قد ما بقدر بشرح للناس إن اللقاحات اللي بتستقبلها مصر كلها فعالة وآمنة والفروق بينها بسيطة، وإن الأهم من نوع اللقاح هو إن أكبر عدد من الناس تاخده علشان نوصل للمناعة المجتمعية اللي هتقضي على الوباء."

في أكتوبر 2021، أعلنت وزارة الصحة في بيان لها أن إجمالي الجرعات التى تم تطعيم المواطنين بها على مستوى الجمهورية وصل إلى أكثر من 32 مليون جرعة، كما أن كمية اللقاحات المتوقع قدومها خلال شهر أكتوبر فقط تصل إلى أكثر من 7 ملايين جرعة من أنواع مختلفة من اللقاحات، بالإضافة إلى تصنيع 2 مليون جرعة أسبوعيًا من سينوفاك- فاكسيرا في مصر. وتعتبر يونيسف شريكًا أساسيًا للحكومة المصرية في توريد اللقاحات وتوفير اللوجيستيات المتعلقة بسلسلة التبريد لحفظها.