الألواح الشمسية تدعم 30 مستوصف صحي في ليبيا
تجهيز مراكز الرعاية الصحية بالطاقة الشمسية المستدامة وسط نقص الطاقة
- متوفر بـ:
- English
- العربية
تعاني المرافق الطبية، في كافة أنحاء ليبيا، من انقطاعات شديدة في التيار الكهربائي؛ الأمر الذي يحد من إمكانية تقديم الرعاية الأساسية للمرضى، لا سيما أولئك الذين هم في حاجة ماسة إلى المعدات التي تحافظ على حياتهم مثل أجهزة التنفس الصناعي.
استنفدت طرابلس، التي تعاني بالفعل من بعض حالات النقص الشديد في مصادر الطاقة، كافة موارد نظام الرعاية الصحية لديها، خاصة خلال فترات الذروة في فصل الصيف. من جانبها، أفادت مديرة مركز الرعاية الصحية الأولية في شارع الزاوية، الطبيبة سميرة التونسي "أنّ الزيادة في حالات انقطاع التيار الكهربائي أثرت بشكل كبير على قدرتنا على تقديم الرعاية للمرضى".
إدراكًا لخطورة الوضع، عملت يونيسف ليبيا، بالتعاون مع وزارة الصحة ومعهد الرعاية الصحية الأولية، على حل هذه المشكلة بشكل مبتكر من خلال تركيب الألواح الشمسية في 30 منشأة تابعة لمراكز الرعاية الصحية الأولية في كافة أنحاء ليبيا؛ حيث تضمن هذه المبادرة إمدادًا ثابتًا بالكهرباء دون أي انقطاع، الأمر الذي يُعد في غاية الأهمية، لاسيما من أجل تشغيل المعدات الطبية الضرورية.
أسهمت محطات الطاقة الشمسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في إحداث تغيير جذري ، إذ وفرت مصدرًا للطاقة يُعول عليه في إجراء التدخلات الطبية الحرجة وتشغيل الأجهزة الأساسية. لم يقتصر هذا الحل المُستدام على تحسين مستوى الرعاية الصحية المُقدمة للمرضى فحسب، بل أسهم أيضًا في المحافظة على اللقاحات من التلف الناتج عن انقطاع التيار الكهربائي، مما يضمن صحة وسلامة الأطفال ضمن السياق الليبي.
لا يقتصر أثر هذه الألواح الشمسية في الحفاظ على الأجهزة الطبية فقط؛ فقد أنعشت خدمات الرعاية الصحية أيضًا، الأمر الذي بعث الأمل في المجتمعات وأشعرها بالراحة. أعرب عبد الحميد فرج أبو نجم، أحد السكّان المحليين، عن ارتياحه قائلاً: "لقد أحدث تركيب الألواح الشمسية تحولاً في مركزنا الصحي الواقع في شارع الزاوية، ولم نعد نعاني من الانقطاع المفاجئ في الخدمات، كما تقلص حجم الضغط النفسي الذي يقع على مقدمي الرعاية الصحية ومُتلقيها بشكل كبير ".
يؤكد هذا التحول على الدور المحوري الذي تؤديه الطاقة المتجددة في التغلب على تحديات البنية التحتية والارتقاء بنوعية خدمات الرعاية الصحية في ليبيا، مما يمثل خطوة مهمة نحو الوصول إلى نظام رعاية صحية أكثر مرونة واستدامة.