اليونيسف: 6.7 ملايين طفل إضافي دون سن الخامسة قد يعانون من الهزال في هذه السنة بسبب جائحة كوفيد-19

تدعو اليونيسف، في إطار حملة «رؤية جديدة» التي تديرها، إلى القيام بعمل مستعجل لمنع سوء التغذية الناجم عن جائحة كوفيد-19 ومعالجته، إذ تطلق الأوساط الإنسانية نداءً لتوفير 2.4 بليون دولار لتحسين تغذية الأم والطفل.

28 تموز / يوليو 2020
طفل يعاني من سوء التغذية
UNICEF/UNI287192/Dicko
أيساتا كانيتاو، 6 أشهر، تتناول غذاء علاجيًا جاهزًا للاستخدام في منزلها في موبتي ، وسط مالي. أيساتا عانت من سوء التغذية الحاد لدرجة أنها توقفت عن الحركة. يتذكر والدها ، بوريما كانيتاو ، "أحسست باليأس". "كنت مستعدا ذهنيًا لفقدان طفلتي." اليوم، تتعافى أيساتا بفضل الأغذية العلاجية. تقوم اليونيسف بتوريد الحليب العلاجي والأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام إلى جميع المناطق الصحية في مالي بفضل دعم الشركاء مثل ECHO. في عام 2019 ، ساعد الدعم المقدم من ECHO اليونيسف وشريكها الرئيسي، وزارة الصحة في مالي، في علاج أكثر من 22000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

نيويورك، 27 تموز / يوليو 2020 – حذّرتْ اليونيسف اليوم من أن 6.7 ملايين طفل إضافي دون سنة الخامسة قد يعانون من الهزال – مما سيصيبهم بنقص تغذية خطير – في عام 2020 نتيجة للتأثيرات الاجتماعية-الاقتصادية لجائحة كوفيد-19.

ووفقاً لتحليل نُشر في مجلة «ذا لانسيت» العلمية، سيكون 80 بالمئة من هؤلاء الأطفال من منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا. وسيكون أكثر من نصفهم من منطقة جنوب آسيا لوحدها.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، "لقد انقضى أكثر من سبعة أشهر منذ الإبلاغ عن أولى حالات كوفيد-19، وبات من الواضح على نحو مطرد أن تبعات الجائحة تتسبب بضرر على الأطفال يفوق الضرر الناجم عن المرض نفسه. فقد ازدادت معدلات فقر الأسر المعيشية وانعدام الأمن الغذائي. وتتعرض خدمات التغذية الأساسية وسلاسل الإمداد للتعطّل. كما ارتفعت أسعار الأغذية ارتفاعاً حاداً. ونتيجة لذلك، انخفضت نوعية الأنماط الغذائية للأطفال وسترتفع معدلات سوء التغذية".

الهُزال هو أحد أشكال سوء التغذية المُهدِّدة للأرواح، إذ يؤدي إلى نحول وضعف شديدين بين الأطفال، ويعرضهم لخطر أكبر بالوفاة، وضَعف النماء والتطور والتعلّم. ووفقاً لليونيسف، فحتى قبل وقوع جائحة كوفيد-19، كان يوجد 47 مليون طفل يعانون من الهزال في عام 2019. ومن دون عمل عاجل، قد يصل عدد الأطفال الذي يعانون من الهزال في العالم إلى أكثر من 54 مليوناً على امتداد السنة، مما سيرفع المعدل العالمي للهزال إلى مستويات غير مسبوقة في هذه الألفية.

وقد وجد تحليل مجلة «ذا لانسيت» أن انتشار الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة قد يزداد بنسبة 14.3 بالمئة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في هذه السنة، نتيجة للتأثيرات الاجتماعية-الاقتصادية لجائحة كوفيد-19. وستُترجم مثل هذه الزيادة في سوء التغذية لدى الأطفال إلى أكثر من 10,000 وفاة إضافية شهرياً بين الأطفال، وسيحدث أكثر من 50 بالمئة منها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

إن تقديرات الزيادة في الهزال بين الأطفال ما هي إلا غيض من فيض. فقد حذّرت وكالات الأمم المتحدة من أن جائحة كوفيد-19 ستؤدي أيضاً إلى زيادة الأشكال الأخرى لسوء التغذية بين الأطفال والنساء، بما في ذلك التقزم، ونقص المغذيات الدقيقة، وزيادة الوزن، والسمنة نتيجة للأنماط الغذائية السيئة وتعطيل خدمات التغذية. وتشير تقارير اليونيسف من الأشهر المبكرة للجائحة إلى حدوث تراجع عام في تغطية خدمات التغذية الأساسية — والتي عادة ما تكون منقذة للأرواح — بنسبة 30 بالمئة. وفي بعض البلدان، وصلت هذه التعطيلات إلى ما بين 75 إلى 100 بالمئة نتيجة لإجراءات ملازمة المنازل. ففي أفغانستان وهايتي، على سبيل المثال، أدى الخوف من الإصابة إضافة إلى نقص معدات الحماية للعاملين الصحيين إلى تراجع يُقدّر بـ 40 و 73 بالمئة، على التوالي، في الإدخال إلى المرافق الصحية لمعالجة الهزال الحاد لدى الأطفال. وفي كينيا، تراجع إدخال الأطفال إلى المرافق الصحية بنسبة 40 بالمئة. ويفتقد أكثر من 250 مليون طفل في العالم للفوائد الكاملة لمكملات فيتامين ألف بسبب جائحة كوفيد-19.

وعند إدماج الزيادة المتوقعة في حالات الهزال في كل بلد مع المعدل المتوقع للسنة في تقليص خدمات التغذية والذي يبلغ 25 بالمئة، فقد تحدث 128,605 وفيات إضافية بين الأطفال دون سن الخامسة على امتداد السنة، وفقاً للتحليل. ويعكس هذا النطاق سيناريوهات افترَضت حدوث تعطيل منخفض بمقدار 15 بالمئة وتعطيل مرتفع بمقدار 50 بالمئة في تقديم مكملات فيتامين ألف، ومعالجة الهزال الحاد، وترويج التغذية المحسنة للأطفال الصغار، وتقديم مكملات المغذيات الدقيقة للنساء الحوامل.

وفي تعليقات صدرت اليوم أيضاً على تقرير مجلة «ذا لانسيت»، حذّر رؤساء اليونيسف، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية من أن جائحة كوفيد-19 تقوّض التغذية في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، في حين يتحمل الأطفال الصغار الوطأة الأشد. وثمة عدد متزايد من الأطفال والنساء يعانون من سوء التغذية بسبب تراجع نوعية أنماطهم الغذائية، وتعطيل خدمات التغذية، والصدمة الناشئة عن الجائحة.

وتحتاج الوكالات الإنسانية فوراً تمويلاً بقيمة 2.4 بليون دولار لحماية تغذية الأم والطفل في البلدان الأشد ضعفاً من الآن وحتى نهاية السنة. وأصدر رؤساء وكالات الأمم المتحدة الأربع نداءً للحكومات والجمهور والجهات المانحة والقطاع الخاص لحماية حق الأطفال بالتغذية، وذلك من خلال:

  • ضمان إمكانية الحصول على أنماط غذائية مغذية ومأمونة وميسورة الكلفة بوصف ذلك ركناً أساسياً من الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وذلك من خلال حماية منتجي الأغذية ومصنّعيها وبائعيها؛ ومعارضة ممارسات الحظر التجاري؛ وتعيين أسواق الأغذية بوصفها خدمات أساسية؛

 

  • الاستثمار على نحو حاسم في دعم تغذية الأم والطفل من خلال حماية الرضاعة الطبيعية ومنع التسويق غير الملائم لبدائل لبن الأم، وضمان إمكانية حصول الأطفال والنساء على أغذية مغذية ومتنوعة؛

 

  • إعادة تفعيل الخدمات وتوسيعها للكشف المبكر عن هزال الأطفال ومعالجته وفي الوقت نفسه توسيع خدمات التغذية الأخرى المنقذة للأرواح؛

 

  • مواصلة تقديم الوجبات الغذائية المدرسية المغذية والمأمونة من خلال الوصول إلى الأطفال المستضعفين عبر توصيل الوجبات إلى المنازل، وتوفير حصص غذائية يمكن أخذها إلى المنزل، وتوفير نقد أو قسائم عندما تكون المدارس مغلقة؛

 

  • توسيع الحماية الاجتماعية وضمان الحصول على أنماط غذائية مغذية وعلى الخدمات الأساسية للأسر المعيشية الأشد فقراً والأكثر تأثراً، بما في ذلك إمكانية الحصول على الأغذية المعززة.

تهدف حملة «رؤية جديدة» التي تديرها اليونيسف إلى الحيلولة دون أن تصبح جائحة كوفيد-19 أزمة دائمة للأطفال، خصوصاً أشدهم ضعفاً. وتطلق اليونيسف من خلال الحملة نداءً عاجلاً للوالدين والحكومات والجمهور والجهات المانحة والقطاع الخاص لينضموا إلى اليونيسف إذ تسعى للاستجابة والتعافي ووضع رؤية جديدة للعالم المحاصر حالياً بأزمة فيروس الكورونا:

  • الاستجابة. يجب أن نتصرّف الآن لمنع المرض من الانتشار، ومساعدة المرضى، وحماية المستجيبين الأوائل على الخطوط الأمامية الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين.
  • التعافي. حتى عندما تتباطأ الجائحة، سيتعين على كل بلد أن يواصل العمل للحد من التأثيرات الجانبية على الأطفال، ومعالجة الأضرار التي وقعت. كما سيتعين على المجتمعات المحلية أن تعمل معاً وعبر الحدود لإعادة البناء ومنع عودة المرض.
  • رؤية جديدة. إذا كنّا قد تعلمنا أي شيء من جائحة كوفيد-19، فهو أنه من الواجب على أنظمتنا وسياساتنا أن تحمي الناس في جميع الأوقات، وليس فقط عند وقوع الأزمات. وإذ يتعافى العالم من الجائحة، فقد آن الأوان لإرساء العمل الأساسي لإعادة البناء على نحو أفضل مما سبق.

وقالت السيدة فور، "لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح الأطفال ضحايا مُغيّبين لجائحة كوفيد-19. فيجب علينا أن نفكر بالمدى القصير والمدى البعيد في الوقت نفسه، وبذلك فإننا لا نتصدى فقط للتحديات الناشئة عن الجائحة وتأثيراتها الثانوية على الأطفال، بل إننا نمهد الطريق أيضاً لمستقبل أكثر إشراقاً للأطفال واليافعين".

# # # # #

يمكن تنزيل صور ومقاطع فيديو أولية وتعليقات على هذا الرابط:

https://weshare.unicef.org/Package/2AM408P24Q9D

ستُنشر الورقة العلمية والتعليقات عليها في مجلة «ذا لانسيت» في 27 تموز / يوليو، في تمام الساعة 18.30 بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة / 22.30 بتوقيت غرينيتش / 23.30 بتوقيت المملكة المتحدة.

جائحة كوفيد-19 وسوء التغذية لدى الأطفال: حان وقت العمل، رابط لبعد انتهاء حظر النشر:

http://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(20)31648-2/fulltext

رابط بشأن تأثير جائحة كوفيد-19 على سوء التغذية في الطفولة والوفيات المرتبطة بالتغذية، بعد موعد منع النشر:
http://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(20)31647-0/fulltext

أعد مقالات التعليقات خبراء في هذا المجال، وهي تمثل وجهة نظرهم فقط، وليس بالضرورة وجهة نظر مجلة «ذا لانسيت» أو مجلة متخصصة تابعة لها. عُرضت التعليقات للمراجعة من قبل أقران خارجيين.

عن التحليل

يستند التحليل إلى جهود بحثية أجرتها «شراكة التآزر من أجل التغذية» Standing Together for Nutrition. ويربط التحليل ثلاثة نُهج لوضع نموذج للتأثيرات المتضافرة على الأنظمة الاقتصادية والصحية لجائحة كوفيد-19 على سوء التغذية والوفيات: نموذج MIRAGRODEP لتوقعات الاقتصاد الكلي للتأثيرات على حصة الفرد من الدخل القومي الإجمالي؛ تقديرات الاقتصاد الجزئي للكيفية التي تؤثر فيها الصدمات المتوقعة للدخل القومي الإجمالي على الهزال بين الأطفال، باستخدام بيانات عن 1.26 مليون طفل من 177 دراسة استقصائية ديمغرافية وصحية أجريت في 52 بلداً من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا بين عامي 1990–2018؛ و «أداة الأرواح المُنقَذة» التي تربط تعطيلات الخدمات الصحية في بلدان محددة والزيادات المتوقعة في الهزال بوفيات الأطفال.

عن حملة رؤية جديدة

استجابةً لجائحة كوفيد-19، أطلقت اليونيسف حملة «رؤية جديدة» — وهي نداء مستعجل للحكومات والجمهور والمانحين والقطاع الخاص لدعم جهود اليونيسف للاستجابة والتعافي ووضع رؤية جديدة للعالم المحاصر حالياً بجائحة كوفيد-19. ويمكننا معاً أن نمنع تحوّل هذه الجائحة إلى أزمة دائمة للأطفال — خصوصاً الأطفال الأشد ضعفاً — ووضع رؤية جديدة لعالم أكثر إنصافاً لكل طفل.

اعرف المزيد عن حملة #رؤية_جديدة على هذا الرابط: www.unicef.org/reimagine

انضم إلينا: https://www.unicef.org/coronavirus/covid-19/donate

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Sabrina Sidhu
UNICEF New York
هاتف: +1 917 476 1537
بريد إلكتروني: ssidhu@unicef.org

عن اليونيسف 

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.