التغذية والرعاية للأطفال المصابين بالهزال
معالجة الأطفال المصابين بالشكل الأكثر تهديداً للحياة من أشكال سوء التغذية.
إن الهزال هو الشكل الأكثر بروزاً وتهديداً للحياة من أشكال سوء التغذية، وهو ينجم عن الفشل في منع سوء التغذية بين الأطفال الأشد ضعفاً.
ويكون الأطفال المصابون بالهزال نحيفين بشدة ويكون نظام المناعة لديهم ضعيفاً مما يجعلهم معرضين لتأخر النمو، والإصابة بالأمراض، والوفاة. كما يعاني بعض الأطفال المصابين بالهزال من وذمة غذائية التي تبرز من خلال انتفاخ الوجه والقدمين والأطراف.
وينجم الهزال وغيره من أنواع سوء التغذية الشديد عن سوء تغذية الأمهات، ونقص الوزن عند الولادة، وممارسات التغذية والرعاية السيئة، والالتهابات التي تتفاقم من جراء انعدام الأمن الغذائي، ومحدودية إمكانية الحصول على مياه الشرب المأمونة، والفقر. وثمة أدلة متزايدة تشير إلى أن الهزال يحدث في مرحلة مبكرة من الحياة ويؤثر تأثيراً غير متناسب على الأطفال دون سن الثانية.
ويمكن أن يزداد عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال زيادة كبيرة نتيجة للنزاعات والأوبئة وانعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك حالات الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ. مع ذلك، لا يُعتبر الهزال من السمات الناجمة عن الأزمات، إذ أن ثلثي الأطفال الذين يعانون من الهزال في العالم يعيشون في أماكن لا تواجه أوضاعاً طارئة.
وبينما تزايد عدد الأطفال الذي يحصلون على علاج من الهزال وغيره من أشكال سوء التغذية التي تهدد الأرواح خلال السنوات الأخيرة، لكن لم يتم الوصول سوى إلى طفل واحد من كل ثلاثة أطفال ممن يعانون من الهزال الشديد وتزويدهم بما يحتاجونه من علاج ورعاية في الوقت المناسب ليتمكنوا من البقاء والازدهار.
ففي العديد من البلدان، لا تولي السلطات أولوية كافية لمنع الهزال وعلاجه، ويظل هذا الجانب منقوص الموارد وغير متاح — خصوصاً للأسر والمجتمعات المحلية الأشد ضعفاً.
استجابة اليونيسف
عندما تكون الجهود الرامية لمنع سوء التغذية غير كافية، يصبح الكشف المبكر عن حالات الهزال وغيره من أشكال سوء التغذية المهددة للأرواح بين الأطفال وعلاجها أمراَ حاسم الأهمية لإنقاذ حياتهم وإعادتهم إلى مسار النماء والتطور الصحي.
وفي معظم الحالات، يمكن معالجة الأطفال المصابين بالهزال من خلال تقديم الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال، والتي تتيح لهم التعافي في منازلهم ومجتمعاتهم المحلية بدلاً من إدخالهم في مرافق الرعاية الصحية. ويجب أن تتلقى خدمات العلاج مواردها من الحكومات وأن تديرها الأنظمة الصحية الوطنية بصفة أساسية بدلاً من العاملين الإنسانيين.
وبناء على ’خطة العمل العالمية بشأن هزال الأطفال‘، تدعم اليونيسف الحكومات في الارتقاء بإجراءات الكشف المبكر عن حالات الإصابة بهزال الأطفال ومعالجتها، وذلك في المرافق الصحية والمجتمعات المحلية ومن خلال:
استخدام الأدلة لتوجيه إجراءات الكشف المبكر والعلاج
تعمل اليونيسف مع منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين لتطوير توجيهات عالمية للكشف المبكر عن هزال الأطفال ومعالجته، وتساعد الحكومات على تحديث استراتيجياتها ومواءمتها مع السياسات العالمية. كما نعمل مع الحكومات لإدماج هذا النوع من الرعاية في خطط الرعاية الصحية الأساسية وفي الميزانيات المخصصة لهذا الأمر.
تعزيز قدرات العاملين الصحيين
تدعم اليونيسف تدريب العاملين الصحيين المجتمعيين والعاملين في المرافق الصحية لتحسين الرعاية للأطفال المصابين بالهزال، فيما تعمل على إدماج هذا النوع من الرعاية في المناهج الوطنية لتعليم مزودي الرعاية الصحية الأساسية وللعاملين المجتمعيين. كما نعمل على تمكين المجتمعات المحلية ومقدمي الرعاية من استخدام أدوات بسيطة — من قبيل قياس محيط منتصف العضد — لتحديد الأطفال المصابين بالهزال وتوفير الرعاية لهم.
توسيع خدمات الكشف المبكر عن الهزال وعلاجه
تساعد اليونيسف الحكومات على توسيع معالجة الأطفال المصابين بالهزال وإدماج هذا العلاج في خدمات الرعاية الصحية الأساسية الروتينية، والتركيز على الأطفال الأشد ضعفاً ورصد تنفيذ هذه الإجراءات من خلال أنظمة المعلومات الصحية الوطنية.
إدماج إمدادات التغذية ضمن الأنظمة الصحية الوطنية
تعمل اليونيسف على تحسين نوعية الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال وتعزيز تقديم إمدادات التغذية المنقذة للأرواح للأطفال الأشد حاجة إليها. كما نساعد على تحسين قدرات الحكومات على توقع الاحتياجات من الأغذية الجاهزة للاستعمال وإمدادات التغذية ورصدها لتوفيرها للأطفال المتأثرين بالهزال.
جعل الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال أكثر استدامة وتخفيض كلفتها
تساعد اليونيسف البلدان على تنويع وتحسين توافر الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال، وتخزينها في أماكن أقرب إلى الأطفال المحتاجين إليها. كما ندعم إجراء تحسينات على تركيبة الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال لجعلها مستساغة أكثر للأطفال، وميسورة الكلفة ومستدامة للحكومات.