الاستثمار في النماء أثناء الطفولة المبكرة هو أمر حاسم لمساعدة مزيد من الأطفال والمجتمعات المحلية على الازدهار، حسب نتائج سلسلة أبحاث جديدة صادرة في مجلة لانسيت العلمية

04 تشرين الأول / أكتوبر 2016

UNICEF/UNI103175/Nesbitt

واشنطن العاصمة، 4 تشرين الأول/أكتوبر 2016 – يُقدّر أن 43 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل (أي 249 مليون طفل)، معرضون لخطر ضعف النماء بسبب الفقر المدقع وتوقّف النمو، وذلك وفقاً لنتائج سلسلة أبحاث جديدة صدرت في المجلة العلمية ’لانسيت‘ بعنوان "الدفع بالنماء في الطفولة المبكرة: من العلم إلى الارتقاء بحجم الخدمات".

وتكشف هذه السلسلة أن التدخلات المعنية بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تعزز رعاية التنشئة – من قبيل الصحة، والتغذية، والرعاية المتجاوبة، والأمن والسلامة، والتعليم المبكر – قد تكلّف مبلغاً زهيداً يبلغ 50 سنتاً أمريكياً لكل طفل سنويا، وذلك عند إدماجها مع الخدمات القائمة من قبيل خدمات الصحة. وقد ساهم كل من منظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في إجراء هذه الأبحاث وتوجيهها.

وتؤكد نتائج السلسلة على أهمية زيادة الالتزام الدولي بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة. وتشير التقديرات إلى أنه إذا لم تُتخذ إجراءات لمواجهة هذا الوضع، فسيعاني الأفراد من خسارة تصل إلى ربع دخلهم سنوياً في مرحلة البلوغ، في حين قد تتكبد البلدان ما يصل إلى ضعفي إنفاقها الحالي من ناتجها المحلي الإجمالي المخصص للصحة والتعليم. ولن تقتصر تبعات هذا الوضع على الجيل الحالي، بل ستؤثر على الأجيال المقبلة أيضاً.

وقالت البروفيسورة ليندا م. ريتشتر، التي ساهمت في كتابة هذه السلسلة، "نحن نعلم الآن مدى فداحة كلفة عدم التصرف، كما أن الأدلة الجديدة توضح بأن الوقت المطلوب للعمل هو الآن. ونحن  نأمل بأن الأدلة التي تسوقها هذه السلسلة ستساعد البلدان في الوصول إلى عدد أكبر من النساء الحوامل وصغار الأطفال وتزويدهم بخدمات وقائية وتعزيزية، والتي بوسعها أن تحقق تحسينات هائلة في نتائج النماء للأطفال وفي صحتهم ورفاههم وإنتاجيتهم الاقتصادية عندما يصلوا مرحلة البلوغ". وتعمل البروفيسورة ريتشتر في مركز الامتياز في التنمية البشرية التابع للمؤسسة الوطنية للأبحاث في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا.

وتُظهر الأبحاث أن دماغ الطفل يتطور أسرع في أول 2-3 سنوات مقارنة مع أي مرحلة أخرى في عمره. وتُعتبر هذه السنوات المبكرة مرحلة حاسمة لقابلية التكيّف للتدخلات وتجاوبها. وعندما يُحرم الأطفال من التغذية والتحفيز والحماية، يمكن للتأثيرات الضارة أن تؤدي إلى أضرار طويلة الأجل للأسر والمجتمعات المحلية.

وقال كيث هانسن، نائب رئيس قسم التنمية البشرية في مجموعة البنك الدولي، "إن الجوانب العلمية والاقتصادية تؤيد بوضوح زيادة الاستثمار في أو ألف يوم من حياة الطفل، ابتداءً من حمل الأم. وإذا لم نقم بذلك، سيتراجع الأطفال قبل فترة طويلة من دخولهم المدرسة وسيعانون مدى حياتهم من موقف ضعيف. ولكن إذا قمنا بما هو مطلوب، فبوسعنا تحقيق فرق دائم في قدرتهم على المشاركة الكاملة في اقتصادات الغد بوصفهم مواطنين ناشطين ومنتجين. وتمثل الأبحاث الصادرة عن مجلة ’لانسيت‘ دليلاً إضافياً على مدى أهمية هذا الهدف، هذا إذا كنا بحاجة لمثل هذا الدليل".

ويؤكد كاتبو هذه الأبحاث على الدور القوي لقطاع الصحة في توفير نقاط دخول للتدخلات المعنية بالطفولة المبكرة – خصوصاً لدعم رعاية التنشئة. إن قدرة هذا القطاع على الوصول إلى النساء والأطفال خلال المرحة الحاسمة من ابتداء الحمل وحتى الطفولة المبكرة، تمثل فرصة لإدماج التدخلات منخفضة الكلفة، من قبيل برنامج ’الرعاية لنماء الأطفال‘ وبرنامج ’ارتقي وتعلم‘ اللذين يديرهما منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في خدمات الصحة والتغذية الحالية المقدمة للأمهات والأطفال. وقد أثبت هذان البرنامجان أنهما يساعدان في تحسين نوعية رعاية التنشئة والنماء العام لصغار الأطفال، وفي الوقت نفسه يوليان اهتماماً لرفاه مقدمي الرعاية.

وقال آنتوني لاك، المدير التنفيذي لليونيسف، "يدلنا العلم بأن البيولوجيا لا تشكل مصير الإنسان – وأن ما يمر به الأطفال في الأيام والسنوات الأولى من أعمارهم تشكل مستقبلهم وتحدده. ويجب علينا أن نحوّل هذا العلم إلى جرس إنذار – إذ أن نماء ملايين الأطفال معرّض لخطر محدِق. ويواجه 43 في المائة من الأطفال في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل حالياً خطر عدم بلوغ إمكاناتهم الإدراكية. وليس ثمة بلد بوسعه المخاطرة بخسارة ما يقارب نصف إمكانات عقول مواطنيه اليافعين – لا سيما البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل".

ووفقاً لكاتبي سلسلة الأبحاث، يجب أن تتوفر التدخلات في مرحلة مبكرة. ويقول البروفيسور ستيفين لاي، وهو أحد كاتبي السلسلة، والمدير التنفيذي لمعهد فراسير مستارد للتنمية البشرية في جامعة تورينتو في إنتاريو بكندا، "ظلت التدخلات المعنية بالطفولة المبكرة تركز تاريخياً على الأطفال في سن رياض الأطفال. لكننا نعلم الآن بأن التدخلات التي تشمل الفترة التي تسبق الحمل ولغاية أول سنتين من عمر الطفل يمكنها أن تحد بقدر كبير من النتائج السلبية في النماء والصحة، وأن تساعد في ضمان بلوغ صغار الأطفال كامل إمكاناتهم النمائية".

ويقترح كتّاب السلسلة عدة طرق لتمكين المجتمع الدولي من الارتقاء بالدعم لخدمات النماء في الطفولة المبكرة، وهي:

  • تشجيع إقرار وتنفيذ سياسات لخلق بيئة داعمة للأسر كي توفر رعاية تنشئة لصغار الأطفال.
  • بناء القدرات وتعزيز التعاون لتشجيع النماء في الطفولة المبكرة من خلال الخدمات القائمة في مجال الصحة والتغذية والتعليم والخدمات الاجتماعية وحماية الأطفال.
  • تعزيز وسائل قياس مدى فاعلية الخدمات المعنية بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة وضمان المساءلة بشأنها.
  • زيادة الأبحاث، ورعاية القيادة والأنشطة العالمية والإقليمية.
  • زيادة الإرادة السياسية والتمويل من خلال أنشطة المناصرة لأهداف التنمية المستدامة.

وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، "إن الاستثمار في صغار الأطفال هو ضرورة أخلاقية واقتصادية واجتماعية. وقد وفرت أهداف التنمية المستدامة رؤية واعدة بشأن صحة الأطفال والمراهقين، لكن ثمة حاجة للإرادة السياسية وزيادة الاستثمار في النماء في مرحلة الطفولة المبكرة من أجل ضمان إمكانية تحقيق هذه الغايات الطموحة. ولا تقتصر فوائد النماء في مرحلة الطفولة المبكرة على أطفال اليوم، بل لها تأثير مباشر أيضاً على استقرار الأمم وازدهارها في المستقبل.

سيجري إطلاق سلسلة النماء في مرحلة الطفولة المبكرة الصادرة عن المجلة العلمية ’لانسيت‘ خلال احتفال تحضره الجهات صاحبة المصلحة، وسيُعقد في واشنطن العاصمة في 5 تشرين الأول/أكتوبر، عشيّة الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي/ صندوق النقد الدولي. وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر 2016، ستتضمن الاجتماعات السنوية فعالية عامة كبرى حول هذه القضية، وذلك بقيادة جيم يونغ كيم، رئيس مجموعة البنك الدولي، بعنوان "اجتماع قمة رأس المال الإنساني: الاستثمار في السنوات المبكرة من النمو والإنتاجية". وستسلط الضوء على البلدان النامية التي زادت من استثماراتها في مواطنيها الصغار.

للحصول على مزيد من المعلومات، بما في ذلك عن السلسلة الجديدة، يرجى زيارة الموقع:
http://www.thelancet.com/series/ECD2016

للحصول على مزيد من المعلومات حول المجلة العلمية ’لانسيت‘، يرجى الاتصال بـ: غاليرمو مينيسيس، وكالة (GMMB)، + 1 202 445 1570، guillermo.meneses@gmmb.com

للحصول على مزيد من المعلومات حول البنك الدولي، يرجى الاتصال بـ: ميلاني مايهيو، +1 202 459 7115، mmayhew1@worldbankgroup.org

للحصول على مزيد من المعلومات حول منظمة الصحة العالمية، يرجى الاتصال بـ: كيمبرلي كريكادين،
+41 22 79 12885، chriscadenk@who.int

للحصول على مزيد من المعلومات حول اليونيسف، يرجى الاتصال بـ: جورجينا تومبسون، اليونيسف نيويورك،
+1 917 238 1559، gthompson@unicef.org

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

فريق وسائط اعلام اليونيسف
هاتف: +1 212 303 7984
بريد إلكتروني: media@unicef.org

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل

كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.